تحرك ثقافي وأكاديمي في إيلام لإعادة الاعتبار للغة الأم

تحرك ثقافي وأكاديمي في إيلام لإعادة الاعتبار للغة الأم
2025-05-07T19:37:15+00:00

شفق نيوز/ في مسعى لتعزيز حضور اللغة الكوردية باللهجة الجنوبية الفيلية، استضافت جامعة إيلام مؤتمرًا أدبيًا حمل عنوان "من الشعر الفارسي إلى الكوردي الإيلامي"، تمحور حول الترجمة الشعرية، بالإضافة إلى وأول ورشة أكاديمية لتعليم الإملاء الكوردي- الإيلامي.

المؤتمر، الذي نُظّم بالتعاون بين الجمعية العلمية للأدب المقارن وجمعية اللغة والأدب الفارسي في الجامعة، تخللته جلسات حول ترجمة أعمال الشاعر الإيراني البارز مهدي أخوان ثالث، إضافة إلى دورة تمهيدية حول قواعد الإملاء الكوردي، وُصفت بأنها الأولى من نوعها في مؤسسة أكاديمية بإقليم إيلام.

وقال الدكتور علي رضا شوهاني، أستاذ الأدب الفارسي والكوردي في الجامعة، إن الورشة تمثل "خطوة تأسيسية نحو الاعتراف باللغة الكوردية الإيلامية ضمن الإطار الأكاديمي الرسمي"، مشيرًا إلى أن الورشة لقيت اهتمامًا ملحوظًا من طلاب دراسات عليا، بعضهم من غير الناطقين بالكوردية.

وأضاف شوهاني بحسب تقرير لشبكة "كورد برس" ترجمته وكالة شفق نيوز، أن إمكانات اللغة الكوردية الإيلامية من حيث الصور البلاغية والمفردات تسمح أحيانًا بأن تتجاوز الترجمة الحرة جمال النص الأصلي، مؤكدًا أن الترجمة الشعرية ليست مجرد نقل لغوي بل "إعادة تشكيل فني للمعنى".

لكن شوهاني أبدى قلقه حيال تراجع دعم الأسر للغة الأم، مشيرًا إلى أن "اللغة الكوردية تعاني اليوم من نقص في الحاضنة العاطفية، وأن الأمهات لم يعدن يلعبن دورًا فاعلًا في نقلها".

وخلال إحدى الجلسات، قدّمت الشاعرة الكوردية سمية مهري ترجمات حرة لعدد من قصائد مهدي أخوان ثالث، موضحة أن عملها "ليس ترجمة حرفية، بل إعادة بناء للصورة الشعرية بلغتها الأم". وأشارت إلى أن غياب مقابلات لبعض الكلمات في الكوردية شكّل تحديًا في عملية الترجمة.

كما تم تقديم خلال الورشة ترجمات لقصيدتين "الكلاب والذئاب" و"الصرخة" إلى اللغة الكوردية بلهجتها الإيلامية.

وتقع محافظة إيلام غرب إيران، على الحدود مع العراق، وتُعد واحدة من المناطق الغنية بالتنوع اللغوي والثقافي.

يشكل الكورد الفيليون الغالبية السكانية في المحافظة، وتتمتع المنطقة بتراث أدبي وفلكلوري عريق، ظل لسنوات طويلة خارج الاهتمام الرسمي في السياسات اللغوية والثقافية الإيرانية.

وتعد مدينة إيلام مركز العاصمة بقعة مشجعة للنشاط الأكاديمي والثقافي الكوردي. كما وتحتضن جامعة إيلام، إحدى المؤسسات التعليمية البارزة في غرب البلاد، التي بدأت مؤخرًا بتفعيل مبادرات للاهتمام باللغة الكوردية وأدبها، خاصة باللهجة المحلية، في خطوة تهدف إلى توثيق هذا الموروث الثقافي ودعمه أكاديميًا.

ورغم التحديات السياسية واللغوية، تشهد إيلام منذ سنوات محاولات متزايدة لإحياء اللغة الكوردية وتعزيز حضورها في الفضاء العام من خلال الترجمة، والتعليم، والنشاطات الأدبية.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon
OSZAR »