"أوفياء الثورة أم قنبلة موقوتة".. ما مصير المقاتلين الأجانب في سوريا؟

"أوفياء الثورة أم قنبلة موقوتة".. ما مصير المقاتلين الأجانب في سوريا؟
2025-06-08T18:04:53+00:00

شفق نيوز/ كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، يوم الأحد، عن عودة ملف "المقاتلين الأجانب" الذين شاركوا في الحرب إلى جانب الفصائل في سوريا، إلى الواجهة مرة أخرى، حيث بات يثير الجدل داخل الحكومة السورية.

وذكرت الصحيفة في تحقيق، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أنه في الوقت الذي تعدّهم السلطات السورية الجديدة رفاق السلاح وأوفياء للثورة، تنظر إليهم بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، بريبة وشك، مستحضرة تجارب ماضية مع جماعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

وأوضحت أنه "منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، وفد آلاف الأشخاص من مختلف الجنسيات إلى سوريا للقتال في صفوف الفصائل المسلحة التي وقفت ضد النظام، لا سيما في المناطق الشمالية والشرقية".

وأضافت الصحيفة، أن "الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في الموازنة بين دعم مقاتلين أجانب قاتلوا إلى جانب الثورة منذ سنوات، وبين رغبة شركائه الدوليين في تقليص نفوذ هؤلاء أو إبعادهم كليا"، مبينة أن "الولايات المتحدة، التي بدأت تخفيف العقوبات عن سوريا وتبحث في تطبيع تدريجي للعلاقات، عبّرت في مناسبات متعددة عن قلقها من استمرار وجود هؤلاء الأجانب".

كما أكدت أن "كثيراً من هؤلاء، بحسب شهاداتهم، لا يمكنهم العودة إلى بلدانهم الأصلية خشية الملاحقة القضائية أو السجن"، موضحة أن "ارتباطهم العائلي بالمجتمع السوري يجعل فكرة المغادرة أكثر تعقيداً".

ونقلت الصحيفة الأمريكية، القول عن مقاتل مصري متزوج من سورية، محاطا بأطفاله الذين يتعلمون الخط العربي في ريف إدلب، "هذا بيتي الآن، لا أملك مكانا آخر أذهب إليه".

وبين أنه "لا يستطيع العودة إلى مصر دون خطر الاعتقال"، مشيراً إلى "أطفاله بجواره ماذا سيحدث لأطفالي إذا اضطررت للمغادرة؟".

بينما قال عبد الله أبريك صاحب الـ 36 عاماً، وهو مقاتل أجنبي من داغستان: "من المستحيل أن يتخلى عنا الشرع، كنا أمامه وخلفه وبجانبه"، مؤكداً أنه "يريد البقاء والحصول على جواز سفر سوري".

أما إسلام شخبنوف (39 عاما) الذي التقته الصحيفة في مدينة إدلب، فقال إنه من داغستان وجاء إلى سوريا عام 2015 للانضمام إلى الثوار، مشيراً إلى أنه غير متأكد من انضمامه للجيش، لكنه قال "سأدافع عن بلدي إذا اندلعت اشتباكات بين الحكومة وبقايا نظام الأسد".

في حين، أوضحت الصحيفة أن "الحكومة السورية الجديدة بدأت في دمج بعض هؤلاء المقاتلين ضمن صفوف الجيش النظامي".

وبحسب تقديرات دبلوماسية، يتراوح عدد المقاتلين الأجانب المتبقين في البلاد بين 3 آلاف و5 آلاف، ومعظمهم من الإيغور ودول خاضعة لروسيا ودول عربية.

وكان الشرع قد أكد في مقابلة مع نيويورك تايمز في أبريل/نيسان الماضي أن حكومته قد تنظر في منح الجنسية للمقاتلين الأجانب "الذين وقفوا إلى جانب الثورة" وعاشوا في سوريا لسنوات.

وقبل فترة قليلة، وافقت الإدارة الأميركية على خطة للحكومة السورية تقضي بضم آلاف المقاتلين الأجانب، الذين شاركوا في قتال نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، إلى الجيش الجديد، وذلك بعدما كان إبعاد هؤلاء المقاتلين أحد الشروط الرئيسية لواشنطن مقابل الانفتاح ورفع العقوبات عن دمشق.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon
OSZAR »