شح المياه يهدد زراعة الشلب في العراق ومحافظة تطلق نداءً عبر شفق نيوز

شفق نيوز/ حذر مسؤولون محليون في محافظتي النجف والمثنى مما وصفوه بـ"كارثة" زراعية تلوح في الأفق، نتيجة شح المياه وتراجع الواردات من تركيا، ما أدى إلى إلغاء زراعة محصول الشلب (الرز) لهذا الموسم، وهو من المحاصيل الإستراتيجية التي يعتمد عليها آلاف الفلاحين في المحافظات الوسطى والجنوبية.
وقال مستشار رئيس مجلس محافظة النجف لشؤون الزراعة والنقابات والاتحادات أحمد سوادي، لوكالة شفق نيوز، إن "وزارة الموارد المائية أبلغتنا رسمياً بعدم إمكانية زراعة الشلب هذا العام، بسبب شح المياه، وهذا يعد كارثة حقيقية، إذ أن غالبية فلاحي محافظات النجف والديوانية والمثنى يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل وحيد".
وأضاف أن "حرمان الفلاحين من الزراعة سينعكس سلباً على مستوى معيشة العوائل، ويؤثر على قدرتهم في توفير احتياجاتهم الأساسية، مثل التعليم والصحة والكهرباء، ما يهدد بنشوء أزمات اجتماعية واقتصادية أوسع".
وأشار سوادي إلى أن "الدستور العراقي يصنّف شح المياه ككارثة طبيعية، ما يحمّل الدولة مسؤولية تعويض الفلاحين المتضررين"، داعياً إلى تبني إستراتيجيات وطنية لإدارة الموارد المائية، وتحديث الأساليب الزراعية، بما في ذلك استخدام تقنيات مثل نظام "الشاتلات"، الذي يقلل من استهلاك المياه، لكنه لم يُفعّل حتى الآن بشكل فعلي في هذه المناطق.
كما دعا الحكومة إلى "تحسين العلاقات مع تركيا والضغط باتجاه زيادة الحصة المائية، خاصة في ظل التبادل التجاري الكبير بين البلدين، والذي يتراوح بين 20 و22 مليار دولار سنوياً".
وفي النجف أيضاً، أوضح مدير الموارد المائية في المحافظة، شاكر العطوي، أن "النجف لم تُمنح أي حصة مائية مخصصة للزراعة الصيفية هذا العام، والحصة المتوفرة تُوجه فقط لمياه الشرب، وهي الأخرى مهددة بفعل استمرار الجفاف".
وأضاف العطوي لوكالة شفق نيوز، أن "هور (ابن نجم) لا يحصل على حصة مائية نظامية، ويعتمد فقط على مياه البزل المالحة، والتي جفت مؤخراً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك التي تعيش في هذه البيئة".
من جهته، وصف معاون محافظ المثنى لشؤون الزراعة والموارد المائية، يوسف سوادي الوضع المائي في المحافظة بأنه "متأزم جداً"، مشيراً إلى أن محافظة المثنى تقع في ذنائب نهر الفرات، وتعاني من تجاوزات متكررة على حصتها المائية من قبل محافظات أخرى.
وقال سوادي لوكالة شفق نيوز، "نناشد الحكومة الاتحادية ووزارة الموارد المائية بنداء عاجل عبر وكالتكم بتوفير حصة مائية متكاملة لمحافظة المثنى، ومنع التجاوزات، وضرورة إعادة النظر في قرار وزارة الزراعة بإيقاف الخطة الصيفية، وخاصة زراعة محصول الشلب، لما له من أهمية حيوية في حياة السكان المحليين".
وأكد أن "التحديات لا تقتصر على شح المياه فقط، بل تشمل أيضاً تلوث نهر الفرات داخل المحافظة"، داعياً إلى "تدخل عاجل من جميع الجهات المعنية لإيقاف هذا التلوث وحماية ما تبقى من الموارد البيئية والزراعية في المنطقة".
واختتم المسؤولون المحليون تصريحاتهم بمناشدة الحكومة الاتحادية للتدخل السريع وتوفير حصة مائية عادلة ومنصفة، تعيد الأمل إلى آلاف العائلات الزراعية التي أصبحت مهددة بفقدان مصدر رزقها الوحيد.