"الحرب" تطفئ المايكروفونات.. الصحفيون الكورد بين ركود الأحداث وتغييب الأولويات

"الحرب" تطفئ المايكروفونات.. الصحفيون الكورد بين ركود الأحداث وتغييب الأولويات
2025-06-16T07:19:26+00:00

شفق نيوز/ في ظل التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، بدأت تأثيرات هذه الحرب تتسلل إلى عمق المشهد الإعلامي المحلي في إقليم كوردستان، وتحديدًا في مدينة السليمانية، حيث ألقى الركود المفاجئ في الحياة العامة بظلاله على نشاط الصحفيين الميدانيين، الذين يعتمدون بدرجة أساسية على تغطية الأحداث اليومية والملفات المحلية.

وتقول الصحفية الميدانية هوراس أحمد، لوكالة شفق نيوز، "منذ بداية الحرب، تغيّرت أولويات المؤسسات الإعلامية، فمعظم التغطيات باتت تتمحور حول تطورات الحرب وردود الأفعال الإقليمية والدولية، بينما تراجعت التغطيات الميدانية للأحداث المحلية، رغم أنها لم تختفِ تمامًا، لكنها لم تعد تحظى بالاهتمام المعتاد".

أما الصحفي هاوري كارزان، والذي يغطي قضايا المجتمع والخدمات، فيرى في حديثه لوكالتنا، أن "الحرب سحبت البساط من تحت أقدام الصحافة المحلية، حتى الفعاليات التي كنا نرصدها يوميًا أُجلت أو ألغيت، والمواطنون أنفسهم لم يعودوا يتفاعلون مع القضايا الداخلية كما في السابق، الكل مشغول بمصير المنطقة".

فيما يرى الصحفي شكر أحمد في حديثه لمراسل وكالة شفق نيوز، أن "طبيعة التغطية الميدانية تغيرت"، مضيفاً "باتت غرف الأخبار ترفض إرسالنا لتغطية قصص محلية، حتى وإن كانت مهمة، لأن الخط التحريري تحول صوب المتابعة المستمرة للحرب ومخاطرها الإقليمية، هذا أضعف التغطية الإنسانية والاقتصادية في مناطقنا".

ويحذر البعض من تداعيات هذه الحالة على استدامة الصحافة المحلية، إذ تقول الصحفية هوراس ، إن "استمرار تغييب القضايا المحلية عن أجندة الإعلام سيخلق فجوة معلوماتية لدى الجمهور، وسيُضعف دورنا كصحفيين ميدانيين في نقل صوت الناس ومشاكلهم".

ويجمع الصحفيون على أن الصحافة، رغم تعقيدات المشهد، يجب ألا تُختزل في تغطية الحروب فقط، بل لا بد من الموازنة بين تغطية الصراعات الإقليمية والاستجابة لاحتياجات المجتمعات المحلية، التي تستمر معاناتها بصمت في خلفية الضجيج الدولي.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon
OSZAR »